العلاج بالخلايا الجذعية

عن العلاج بالخلايا الجذعية

إن العلاج بالخلايا الجذعية هو الإتجاه الرسمي الجديد في الطب الذي يعتمد على استخدام إمكانات التجدد للخلايا الجذعية من الجسم البالغ لعلاج المجموعة المتنوعة من الأمراض الخطيرة، إعادة تأهيل المرضى بعد الإصابات ومكافحة علامات الشيخوخة المبكرة. وأيضا تعتبر الخلايا الجذعية المادة البيولوجية المستقبلية لخلق البِدْلات البيولوجية لصمامات القلب، الأوعية الدموية والقصبة الهوائية، وتستخدم كالمادة المائلة البيولوجية الفريدة لاستعادة عيوب العظام ولأغراض الجراحة التجميلية والترميمية الأخرى.

يشرح العلماء إن طريقة التأثير الترميمي للخلايا الجذعية هي قدرتها على التحويل إلى خلايا الدم، الكبد، عضلة القلب، الأنسجة العظمية، الغضروفية أو العصبية، وعن هذه الطريقة يتم استعادة الأعضاء المتضررة وأيضاً يشيرون أن عن طريق إنتاج عوامل النمو المختلفة تستعيد الخلايا الجذعية النشاط الوظيفي للخلايا الأخرى (وفقاً لالنمط نظير الصماوي).

يتم الحصول على الخلايا الجذعية للأغراض السريرية في الغالب من نخاع العظام ودم الحبل السري، وأيضاً بعد التحفيز المسبق لتكون الدم يمكن أن تعزل الكمية اللازمة للعلاج من الدم المحيطي لكبار السن. في السنوات الأخيرة تظهر المعلومات عن التطبيق السريري للخلايا الجذعية المستخرجة من المشيمة، النسيج الشحمي، نسيج الحبل السري، السائل السلوي وحتى من لب الأسنان اللبنية. اعتمادا على المرض، السن وحالة المريض، يكون مفضلاً هذا أو ذلك مصدر الخلايا الجذعية. إنه لأكثر من 50 عاماً يتم استخدام لعلاج ابيضاض الدم والورم اللمفي الخلايا الجذعية المكونة للدم، ويكون هذا أسلوب العلاج معروفاً باسم عملية زرع نخاع العظام، لكن في الوقت الحاضر تستخرج أكثر فأكثر الخلايا الجذعية المكونة للدم من دم الحبل السري والدم المحيطي في عيادات أمراض الدم للعالم. في نفس الوقت، لعلاج إصابات الدماغ والحبل الشوكي، وتحفيز التئام الكسور والجروح المزمنة من المستحسن استخدام الخلايا الجذعية المتوسطية التي تكون سالفة للنسيج الضام. تحتوي الأنسجة الشحمية، المشيمة، دم الحبل السري والسائل السلوي عددا كبيرا من الخلايا الجذعية المتوسطية. نظرا إلى آثار كابتة المناعة للخلايا الجذعية المتوسطية، أيضاً تستخدم لعلاج مجموعة أمراض المناعة الذاتية (التصلب المتعدد، التهاب القولون التقرحي، مرض كرون، الخ) ومضاعفات بعد عملية الزرع (لمنع رفض العضو المانح المزروع). إنه لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك نقص التروية في الأطراف السفلية، يعتبر دم الحبل السري المادة الواعدة للإستخدام الذي يحتوي على نوع خاص من الخلايا الجذعية السلفية البطانية التي تكون غير موجودة في الأنسجة الأخرى للإنسان.

من الممكن أن يكون العلاج الخلوي ذاتياً المنشأ (تستخدم الخلايا الذاتية) وخيفياً (الخلايا المانحة). لكن حيث أن كل الخلية المنواة في جسم الإنسان تمتلك الخصائص المناعية الخاصة (النمط الظاهري ALH)، يطلب استخدام الخلايا الجذعية المانحة التوافق المناعي. يحدد هذا الواقع ملاءمة حفظ الخلايا الجذعية الذاتية في البنك البردي (nkCryoba) حتى لا يزال الإنسان شاباً وبصحة جيدة.

من هذه الناحية يمتلك دم الحبل السري للإنسان (مصدر عدة الخطوط الفريدة للخلايا الجذعية) القيمة الطبية والبيولوجية المتميزة. إن الخلايا الجذعية لدم الحبل السري التي تم جمعها في الدقائق الأولى من الحياة، تحصل على أعلى احتمال للتكاثر والتمايز الموجه.

من الممكن أن ينفذ العلاج بالخلايا الجذعية سواء عن طريق الحقن إلى الوريد مثل الأدوية أو مباشرة إلى الأنسجة التالفة. في السنوات الأخيرة يستخدم أكثر فأكثر أسلوب زرع داخل العظم للخلايا الجذعية لدم الحبل السري الذي يساعد على الالتصاق الأكثر سرعة. وإن أسلوب حقن الخلايا الجذعية مباشرة إلى الشرايين التاجية (في حالة داء القلب الإقفاري واحتشاء عضل القلب) حصل على اسم “عملية جراحة القلب الترميمية الخلوية”.
من الممكن أن يتم تنفيذ العلاج الخلوي سواء كالمعالجة الأحادية أو المعالجة الإضافية للعلاج الجراحي أو الدوائي.

في الوقت الحاضر تستخدم بنجاح الخلايا الجذعية في علاج حوالي 100 مرض خطير، ولعلاج بعضها الخلايا الجذعية هي أسلوب العلاج الفعال الوحيد.

وكقاعدة عامة، يلاحظ عند جميع المرضى تنشيط أنظمة الجسم الوظيفية، تطبيع الحالة المناعية والتمثيل الغذائي بعد حقن مستعلق الخلايا الجذعية. وبعد دورة العلاج الخلوي يشعر المرضى بموجة النشاط، زيادة القوة الحيوية العامة، تقليل الضعف والخمول، تحسين الشهية، النوم الليلي، تحسين الذاكرة للأحداث الجارية، تركيز الإنتباه وحدة التفكير. بعد العلاج التجديدي بالخلايا الجذعية تلاحظ زيادة الشهوة الجنسية (الرغبة الجنسية) عند الرجال والنساء وخاصة زيادة القدرة الجنسية عند الرجال. يتم تطبيع الخلفية العاطفية، انخفاض المزاج الاكتئابي، تحريك العمليات الإرادية، تنشيط الرغبة إلى النشاط الفكري والإبداعي. يسمح أيضا العلاج الخلوي بتشديد المناعة ضد نزلات البرد والمقاومة ضد الإجهاد. على سبيل المثال، يؤدي حقن المستعلق الخلوي في الجسم إلى زيادة عدد الكريات البيضاء من 2 إلى 5 آلاف عند المرضى الذين يعانون من السرطان مع الاكتئاب الكيميائي الإشعاعي لتكون الدم بعد أسبوعين.
إن العلاج الخلوي هو دواء فعال للتغلب على متلازمة التعب المزمن.
كل سنة يتم تنفيذ حوالي 40-50000 زرع من الخلايا الجذعية المكونة للدم في العالم. في الولايات المتحدة وحدها يتعالج مليون مريض بالخلايا الجذعية الذاتية من مصادر مختلفة خلال 30 سنة أخيرة. وفي عام 2012، أعلنت الجمعية الأوروبية لزرع نخاع العظم عن المريض المليوني الذي أجري زرع الخلايا الجذعية للدم المحيطي.

في عام 2010 انتشر الخبر المثير في جميع أنحاء العالم أن العلماء الألمان باستخدام الخلايا الجذعية قد شفوا مريض الإيدز. وفي عام 2012 حصل العلماء /سينيا ياماناكا/ (اليابان) و/جون جوردون/ (بريطانيا العظمى) على جائزة نوبل للبحوث في مجال الخلايا الجذعية.

نظرا لحداثة أساليب العلاج الخلوي وأيضا تعقد هذا الأسلوب الذي يطلب التجهيز المختبري والتكنولوجي المناسب والتدريب الكافي للموظفين، يمكن أن ينفذ العلاج الخلوي في جميع أنحاء العالم فقط في العيادات التي تمتلك على الرخصة لهذا النوع من النشاط ووفقا للبروتوكولات المعتمدة من قبل الجهات التنظيمية المختصة في مجال الصحة.

إن أهم المنظمات الدولية التي تشرف على الخزن والتطبيق السريري للخلايا الجذعية هي الجمعية الأوروبية لزرع نخاع العظم (EBMT)، EUROCORD، الجمعية الأمريكية لبنوك الدم (AABB)، الجمعية الدولية لباحثي الخلايا الجذعية (ISSCR)، الجمعية العالمية للمتبرعين بنخاع العظام (WMDA)، الإدارة الأمريكية لمراقبة على جودة المستحضرات الصيدلانية والمواد الغذائية (FDA).

في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر فأكثر ممارسة شائعة لعمل عيادة العلاج بالخلايا الجذعية مع البنك البردي (Cryobank) للخلايا الجذعية. إن في هذه الحالة العمل المنسق للأطباء، عدم الحاجة لنقل المواد البيولوجية وإشراك الأطراف الثالثة لتقديم الخدمات يساعد على ضمان أعلى مستوى من الجودة للإجراءات الطبية.

إن في أوكرانيا معهد العلاج الخلوي الذي يمتلك المجموعة المختبرية الفريدة، البنك البردي (Cryobank) والقاعدة السريرية، هو المؤسسة الرائدة في تطوير أساليب العلاج الجديدة باستخدام الخلايا الجذعية وتوفير الخدمات الطبية الحديثة من أعلى مستويات الجودة. وفقا لمستوى التجهيز المختبري والتقني لا يوجد المثيل لمعهد العلاج الخلوي سواء في أوكرانيا أو في الدول المجازرة.

أصبح معهد العلاج الخلوي المنظمة الأولى في أوكرانيا التي حصلت على الحق لتنفيذ التجارب السريرية في مجال استخدام الخلايا الجذعية (قرار وزارة الصحة في أوكرانيا رقم 630 “عن تنفيذ التجارب السريرية للخلايا الجذعية”، 2008). وفي عام 2012 وافقت وزارة الصحة في أوكرانيا لأول مرة في رابطة الدول المستقلة على أساليب العلاج باستخدام المستحضرات الخلوية المصنوعة بالمختبر التكنولوجي البيولوجي لمعهد العلاج الخلوي (Pancrostem® و ®Angiostem).

 

تشاور

اتصل أو اكتب واستشر أسئلتك الشاملة

consultation